تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {فطلقوهن لعدتهن}

صفحة 410 - الجزء 5

  النزول

  قيل: نزلت في قصة حفصة بنت عمر أنه # لما طلقها فرجعت إلى أهلها فنزلت الآية، وأمره تعالى أن يراجعها فإنها صوامة قوامة، وهي أحد نسائك في الجنة، فراجعها عن أنس.

  وقيل: نزلت في عبد الله بن عمر أنه طلق امرأته في حال الحيض، فقال # لعمر: «مره فليراجعها ويمسكها حتى تطهر، ثم تحيض حيضة أخرى، فإذا طهرت طلقها إن شاء قبل أن يجامعها، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق النساء لها» عن السدي.

  وقيل: نزلت في جماعة طلقوا وهم عبد الله بن عمرو بن العاص، وسعد بن العاص، وطفيل بن الحارث، وعيين بن غزوان، عن مقاتل،

  المعنى: قوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُ} تقديره: يا أيها النبي قل لأمتك، عن أبي علي. وقيل: هو على خطاب الرئيس الذي يدخل فيه الأتباع، كما يقال لرئيس القوم: افعلوا كذا عن الحسن. وقيل: هو على تحويل الخطاب، كقوله تعالى: {حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ}.

  وقوله تعالى: {وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ}⁣[الطلاق: ١]

  المعنى: إذا أردتم طلاقهن على تنزيل المقبل على الأمر، والمشارف عليه منزلة الشارع فيه، كقوله تعالى: {إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}⁣[المائدة: ٦] {فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ} وإذا قاتلت فالبس السلاح، ومن قتل قتيلا فله سلبه.

وقوله تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ}.

  اختلف في هذه اللام فقيل: إنها لام السبب نحو تسلح للحرب، والمعنى طلقوهن ليعتددن.

  وقيل: إنها لام التأريخ نحو أتيته لليلة بقية من المحرم، والمعنى مستقبلات لعدتهن.