تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا}

صفحة 492 - الجزء 5

  مبدأ الخير من النور، ومبدأ الشر من الظلمة، وقد جعل أبو العباس الماء الكدر كالثوب لجواز الصلاة، فخرج له أن الظلمة كذلك، وأن للمصلي أن يصلي في الظلام عاريا؛ لأن الله تعالى جعل الليل لباسا، وظاهر المذهب خلاف هذا، وأنه يجب اللباس لعموم قوله تعالى في سورة الأعراف: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}⁣[الأعراف: ٣١].

وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً}

  دل على جواز التكسب وطلب المعاش ذكره الحاكم خلافا لبعضهم.

قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً}

  قيل: يأتون من القبور إلى الموقف أمما كل أمة مع إمامهم.

  وقيل: جماعات مختلفة.

  قال في الكشاف: عن معاذ ¥ سأل رسول الله ÷ فقال: «يا معاذ سألت عن أمر عظيم من الأمور، ثم أرسل عينيه وقال: يحشر عشرة أصناف من أمتي بعضهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكوسون أرجلهم فوق رءوسهم⁣(⁣١) يسحبون عليها، وبعضهم عميا وبعضهم صما وبكما، وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم يصلبون على جذوع من نار، وبعضهم أشد نتنا من الجيف، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم، فأما الذي على صورة القردة فالقتات من الناس، وأما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت، وأما المنكسون على وجوههم فأكلة الربا، وأما العمي فالذين يجورون في الحكم، وأما الصم البكم


(١) في الكشاف أرجلهم فوق وجوههم.