تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}

صفحة 517 - الجزء 5

  وأما من الخالق فلا مشقة على المنعم عليه بذكر الله نعمه.

  وقيل: إنما ذكرت تنبيها على الشكر، ليحصل المزيد فيكون غاية الجود.

  وقال غيره: إن المن المذموم تعداد النعم على جهة التقريع، وما كان من جهة الله لم يرد به ذلك، وفي كلام بعض الموحّدين يا منان غير منان أي يا معطي غير مقرع.

قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}.

  ثمرة ذلك: أن النكرة لما كررت وكان المراد بالجملة الثانية الاستئناف افادت المغايرة، وأنهما يسران، والمعرّفة لا تفيد المغايرة؛ لأن الألف واللام إما للعهد وإما للجنس، وقد روي عن ابن عباس وابن مسعود: لن يغلب عسر يسرين، وروي ذلك مرفوعا، وأنها لما نزلت خرج رسول الله ÷ وهو يضحك ويقول: «لن يغلب عسر يسرين» وهذه عدة من الله تعالى لنبيه أن بعد الضيق الذي كان فيه هو وأصحابه يتغير الحال إلى السعة، ويجوز أن يريد ما حصل من الفتوح في أيامه ÷ وأيام الصحابة، وأن يريد يسر الدنيا ويسر الآخرة، ويكون نظيره قوله تعالى: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}⁣[التوبة: ٥٢] وهما حسن الظفر، وحسن الثواب، ولبعضهم:

  توقع إذا ما غزتك الخطوب ... سرورا يسردها عنك قسرا

  نرى الله يخلف ميعاده ... وقد قال إن مع العسر يسرا

  وقد ذكر مسألة: وهي إذا قامت البينة أن رجلا أقر لغيره بمائة دينار في مكان، ثم شهد هؤلاء الشهود أو غيرهم أنه أقر بذلك المقر له أولا بمائة دينار، ولم تحصل الإضافة إلى سبب في الإقرارين، فقال الهادي # في المنتخب وأبو حنيفة: إنه يلزم مائتان؛ لأن النكرة إذا