تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقفة أخيرة

صفحة 31 - الجزء 1

  

  وبه نستعين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.

  الحمد لله المنعم على عباده بالتكليف، الحكيم في تصويرهم بعجائب التآليف، الواضع لأسرار مصالحهم برهانا محفوظا من التغيير والتحريف، كتابا مكرما ناطقا بالتبشير والتخويف، شاهدا مصدقا تقوم الملائكة له بالتعظيم والتشريف، والصلوات على المشرف بالكرامات، المؤيد بباهر المعجزات، الخاتم باب النبؤات محمد وعلى آله الأنجم النيرات، وعلى جميع إخوانه الحاملين للرسالات، المؤدين لما استحفظوا من الأمانات، المعصومين من كبائر الزلل والخطيئات، الخاضعين بالضراعة لباري البريات، صلاة متكررة في الأوقات، متضاعفة على مرور الساعات

  وبعد:

  فإنه لما وقع في النفس جمع الأحكام الواردة في أشرف كتاب، واقتطاف ثمراته من مدلول اللفظ وفحوى الخطاب، لتكون هذه الأحكام كافلة لمحاسن العجب العجاب، منورة لبصائر ذوي الأفهام والألباب، وكفى بها فضلا إذ هي معلوم أشرف كتاب.

  ولما رمت ذلك، واستطار القلب شوقا لما هنالك⁣(⁣١) - أعملت الفكر، وأجلت النظر في منار أهتديه، وسبيل أقتفيه، بعد أن طالعت عدة من كتب الفقه والتفسير، فوقفت⁣(⁣٢) على ما وضعه الأمير الخطير في كتابه،


(١) نسخة ب (إلى ما هنالك).

(٢) نسخة ب (فوقعت).