تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون}

صفحة 352 - الجزء 1

  أعتذر إلى الله تعالى، وآليت من نفسي هذه الخاطئة، وأخبره بما فعل، فقال ÷: «ما كنت جديرا بذلك يا عمر» فقام رجال فاعترفوا بما كانوا يصنعون بعد العشاء، فنزلت.

  ولما نزل قوله تعالى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} قال عدي بن حاتم⁣(⁣١) لرسول الله ÷: «إني أجعل تحت وسادتي عقالين، عقالا أبيض، وعقالا أسود، وأعرف الليل من النهار، فقال ÷: «إن وسادك لعريض» هكذا في مسلم، وفي البخاري.

  وقيل: لما أصبح غدا إلى النبي ÷ فأخبره، فضحك وقال: «إنك لعريض القفا، إنما ذلك بياض النهار، وسواد الليل، وهذه غفلة، ولهذا قال ÷: «إنك لعريض القفا» وذلك مما يستدل به على بلاهة الرجل، أنشد بدوي:

  عريض القفا ميزانه في شماله ... قد انحص من حسب القراريط شاربه

  قال في البخاري: عن سهل بن سعد: نزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} ولم ينزل: {مِنَ الْفَجْرِ} فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض، والخيط


(١) عدي بن حاتم هو: عدي بن حاتم بن عبيد الله بن سعد القحطاني الطائي، الجواد بن الجواد، كان مجوسيا، ولما سمع بخيل رسول الله ÷ وطئت أطراف بلادهم فر فلحق بالروم، وترك اخته، فسبيت مع كثير من قومها، ولما وصلت إلى رسول الله ÷ قالت: يا محمد إني ابنت أسرة قومي، كان أبي يفك العاني، ويطعم الجائع، أنا ابنة حاتم الطائي، فمن عليها ومن معها، فكتبت إلى عدي تلومه، فوصل إلى رسول الله ÷ فأكرمه، وفرح بإسلامه، وكان إسلامه سنة ٩، وشهد مع علي # حروبه، وفقئت عينه يوم الجمل، وقتل ابنه، وكان إذا ركب تخط رجلاه في الأرض، وتوفي ¥ تقريبا سنة ٨٨ هـ عن مائة وعشرين سنة، ويكنى أبا طريف |.