تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}

صفحة 473 - الجزء 1

  أصحاب السرية، وقالوا: «ما نبرح حتى تنزل توبتنا» ورد رسول الله ÷ العير والأسارى⁣(⁣١).

  وعن ابن عباس لما نزلت أخذ رسول الله ÷ الغنيمة.

  الفصل الثاني

  {يَسْئَلُونَكَ} قيل: إنه أراد يسألك الكفار سؤال عنت، وقيل: يسألك المؤمنون ليعلموا كيف الحكم.

  وقوله: {قِتالٍ فِيهِ} قيل: المعنى عن الشهر الحرام، وعن قتال فيه.

  وقيل: إن {قِتالٍ} بدل من {الشَّهْرِ} بدل اشتمال، مثل: {قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ}⁣[البروج: ٤ - ٥] فالنار بدل من الأخدود.


(١) هذا معنى ما ذكره في الكشاف من أنه ÷ رد العير والأسارى، والإمام محمد بن المطهر والواحدي يرويان أن النبي ÷ وقفها حتى نزلت الآية فخمسها وأخذها.

ويحتمل أن معنى رد العير والأسارى أي: ردها على الغانمين ليقسموها فيما بينهم بعد أن كان منعهم من القسمة. أما الإمام محمد بن المطهر فهو: محمد بن المطهر بن يحي بن المرتضى بن المطهر بن القاسم بن المطهر بن محمد بن علي بن الناصر بن الهادي الهاشمي، الحسني الإمام مجدد المائة السابعة، كان # من أوعية العلم، وله مؤلفات عظيمة منها المنهاج الجلي في فقه زيد بن علي، ونصر مذهبه، ورجحه على غيره، وذكر فيه ترجيحاته، ومنها كتاب العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن، وهو أجل ما صنف في الفن، والكواكب الدرية شرح أبيات البدرية، والمجموعات المهدية كتابان، وكتاب في الفروع، ولم يكمل كمله بعض شيعته، وكتاب في الفرائض، والسراج الوهاج، في حصر مسائل المنهاج، ولد بهجرة الكريش من بلاد الأهنوم، بويع له بعد موت أبيه سنة ٦٩٩ هـ وتمكنت بسطته في اليمن، واستفتح صنعاء وعدن، وعاداه أهل الظاهر، ولم يزل مجاهدا حتى توفاه الله بحصن ذي مرمر، لثمان بقين من ذي الحجة سنة ٧٢٤ هـ فمدة خلافته تسع وعشرون سنة، ونقل إلى غربي جامع صنعاء، ودفن فيه، جنب السيد يحي صاحب الياقوتة.