تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}

صفحة 514 - الجزء 1

  قوله تعالى: {لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[البقرة: ٢٢٥] دلت هذه الآية على أن اللغو لا مؤاخذة فيه، فلا إثم ولا كفارة.

  لكن اختلف في تفسير اللغو، فالذي عليه أكثر الأئمة $، وهو قول أبي حنيفة، قال في التهذيب: وهو مروي عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وإبراهيم، والزهري، وقتادة: أن اللغو هو أن يحلف ويظن أنه صادق فانكشف كاذبا⁣(⁣١).

  وقال الشافعي: هو ما يقصد به التأكيد للكلام من غير قصد إلى اليمين، من قولهم لا والله، وبلى والله، وروي هذا عن عائشة، والشعبي، وعكرمة، وأبي مسلم. وعن ابن عباس: يمين الغضبان. وعن الشعبي، والأصم، ومسروق: اليمين في المعصية⁣(⁣٢)، وكل يمين لا يكون له الوفاء بها فهي لغو لا كفارة فيها.

  وقيل: اللغو اليمين المكفرة؛ لأن التكفير يسقط الإثم.

  وقيل: هي أن يحلف ثم يحنث ناسيا⁣(⁣٣).


(١) هذا هو المختار للمذهب، وقال الناصر، ومحمد بن المطهر: اللغو هو ما قلنا، وما قاله الشافعي جميعا.

(٢) المتبينة.

(٣) هذا هو الفظ في أ، ولفظ النسخة ب (هي أن يحلف ثم يحنث ناسيا) وعليه تعليقة في الأصل، أما الحلف ناسيا فهو عندنا وعند القائل، والحنث ناسيا عند القائل، وليس للمذهب [وذلك لأنه جعل (ناسيا) متعلقا بالحلف، وبالحنث، وليس كذلك، بل هو متعلق بالحنث فقط، فلا يرد الإشكال. وانظر لفظ الحاكم، ولفظه (قيل: اللغو أن يحلف، وهو يرى أنه صادق، ثم تبين أنه كاذب عن ابن عباس والحسن ومجاهد وابراهيم والزهري وسليمان بن يسار وقتادة والربيع والسدي =