تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون}

صفحة 118 - الجزء 2

  حتى نزلت الآية، عن محمد بن الحنفية⁣(⁣١) وابن عباس، وابن جبير.

  وقيل: إن أسماء بنت أبي بكر اعتمرت مع رسول الله ÷ عمرة القضاء، فقصدتها أمها وجدتها يسألانها، يعني البر، فأبت حتى تسأل رسول الله ÷، فلما سألته نزلت الآية عن الكلبي.

  وقيل: كان ناس من المسلمين لهم أصهار وقرابة من اليهود، ينفقون عليهم قبل أن يسلموا، فلما أسلموا منعوهم من الإنفاق، حتى يسلموا فنزلت.

  ثمرة هذه الآية: جواز الصدقة على الكفار، قال في الكشاف: وعن بعض العلماء: لو كان شر خلق الله لكان لك ثواب نفقتك.

  قال في الثعلبي: وروي أن عمر بن الخطاب ¥ رأى رجلا من أهل الذمة، يسأل على أبواب المسلمين، فقال: ما أنصفناك أخذنا منك الجزية، ما دمت شابا، ثم ضيعناك اليوم، وأمر أن يجرى عليه قوته من بيت المال.

  وهذا جائز في صدقة النفل، وأما الفرض فلا يجوز إلى أيّ كافر كان؛ لأن قوله ÷: (أمرت أن آخذها من أغنيائكم وأردها في فقرائكم) خطاب للمسلمين، وكان مخصصا لعموم⁣(⁣٢) قوله تعالى: {وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ}⁣[البقرة: ٢٧١] ولقوله تعالى في سورة التوبة: {إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ}⁣[التوبة: ٦٠].


(١) ما بين القوسين من الحاكم، ولفظ الحاكم (قيل: كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة فلما كثر فقراء المسلمين نهاهم رسول الله ÷ عن ذلك، فكانوا ينفقون الصدقة على المشرك، حتى نزلت الآية عن محمد بن الحنفية وابن عباس وسعيد بن جبير).

(٢) هذا من تخصيص الكتاب بالسنة.