تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى {وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس}

صفحة 156 - الجزء 2

  عليك صاحبك، وجعلتك تطيرين بلا جناح، فأنت للطلب، وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالا يسبحونني، ويحمدونني، ويهللونني، ويكبروني، فتسبحن إذا سبحوا، وتهللن إذا هللوا، وتكبرن إذا كبروا) فقال ÷ (ما من تسبيحة، وتحميدة، وتكبيرة يذكرها، ويكبرها صاحبها فتسمعها فرسه إلا فتجيبه بمثلها).

  ثم قال: (لما سمعت الملائكة $ صفة الفرس، وعاينوا خلقها، قالوا: ربنا نحن ملائكتك نسبحك، ونحمدك، فماذا لنا؟ فخلق الله لهم خيلا بلقا أعناقها كأعناق البخت⁣(⁣١)، فلما أرسل الفرس إلى الأرض، واستوت قدماه على الأرض صهل فقال: بوركت من دابة، أذل الله بصهيلك المشركين، أذل به أعناقهم، وأملى به آذانهم، وأرعب به قلوبهم، فلما عرض الله تعالى على آدم كل شيء قال له: اختر من خلقي ما شئت فاختار الفرس، فقال له: اخترت عزك وعز ولدك، خالدا ما خلدوا، باقيا ما بقوا، بركتي عليك وعليهم، ما خلقت خلقا أحب إلي منك ومنه) تم الخبر.

  وفيه دلالة على كراهة وجاء الخيل؛ لأنه يذهب الصهيل الذي يحصل به الإرهاب، وقد ذكر ذلك الشيخ أبو جعفر، ويأتي على قياسه استحباب ما يرهب من الطبول والبوقات، ونحو ذلك.

  وفي الثعلبي عنه ÷ (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة).

  وعن أنس: «لم يكن شيء أحب إلى رسول الله ÷ بعد النساء من الخيل».


(١) البخت - بصم الباء، وإسكان الخاء - اسم للإبل الخراسانية، والنسبة إليها.