تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون}

صفحة 177 - الجزء 2

  وقوله تعالى: {وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} فيه وجهان:

  الأول: أنه أراد بذلك صلاة الجماعة، وهذا أمر بها، والمسألة خلافية بين العلماء، هل الأمر بالجماعة للوجوب، أو للاستحباب؟ الأكثر أنه للاستحباب، لقوله ÷: (صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده بضعا وعشرين درجة).

  الوجه الثاني: أن في زمانها كان بعضهم يقوم في صلاته، ويسجد، ولا يركع، وكان بعضهم يركع، فأمرت بأن تكون مع⁣(⁣١) الذين يركعون، فتركع كما أنهم يركعون.

  قال جار الله: ويحتمل أنه أراد انظمي نفسك مع المصلين، وكوني في عدادهم، لا في عداد غيرهم.

  قوله تعالى: {وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}⁣[آل عمران: ٤٤]

  قيل: أراد بالأقلام أقلامهم التي كانوا يكتبون بها التوراة، جعلوها للقرعة.

  وقيل: أراد أقداحهم للاقتراع.

  وثمرة الآية:

  أنه يجوز التخاصم لطلب الفضل، حتى يتميز واحد بمزية.

  ودلت على أن التمييز يحصل بالقرعة في الأمر الملتبس، وقد تعلق


(١) في نسخة (بأن تكون من الذين يركعون).