تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وشهدوا أن الرسول حق}

صفحة 187 - الجزء 2

  الكفر، كأبي لهب، وأبي جهل، وفرعون، وهامان، وأشباههم، قال: لأنه لا يدرى بما يختم له به⁣(⁣١).

  وأما الذين لعنهم رسول الله ÷ بأعيانهم، فيجوز أنه ÷ علم موتهم على الكفر.

  وأما ما ورد في الترمذي عنه ÷ (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، والفاحش، ولا البذيء) قيل: اللعان: مثل الضّرّاب للمبالغة، فالمعنى: لا يعتاد اللعن، حتى يكثر منه. هذا حكم.

  ومن ثمراتها: صحة التوبة من الكافر، والعاصي بالردة، وغيرها، وذلك إجماع، إلا توبة المرتد ففيها خلاف شاذ، فعند أكثر العلماء أن توبته مقبولة لهذه الآية وغيرها.

  وعند أحمد بن حنبل: لا تقبل توبته، رواه عنه في شرح الإبانة.

  قيل: وهو غلط لهذه الآية، ولقوله تعالى في سورة النساء: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا}⁣[النساء: ١٣٧] فأثبت إيمانا بعد كفر تقدمه إيمان، ولو تكررت منه الردة صحت توبته أيضا، عند جمهور العلماء، لعموم قوله تعالى في سورة الأنفال: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ}⁣[الأنفال: ٣٨].

  وقال إسحاق بن راهوية: إذا ارتد في الدفعة الثالثة لم تقبل توبته بعد ذلك.


(١) قد تقدم أكثر من هذا في البقرة في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} الآية (١٦١). وفي سورة النساء (٥٢) في قوله: {أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً}.