قوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}
  والنهي، وعموم الآية يقضي بوجوب الأمر والنهي سواء كان الآمر فاعلا لما أمر به، ومنتهيا عما نهي عنه أم لا.
  قال جار الله ¦: لأن عليه واجبين، فتركه أحدهما لا يسقط الآخر.
  وعن السلف مروا بالخير وإن لم تفعلوا، وعن الحسن: أنه سمع مطرف بن عبد الله يقول: لا أقول ما لا أفعل، قال: وأينا يفعل ما يقول، ود الشيطان لو ظفر بهذه منكم، فلا يأمر أحد بمعروف، ولا ينهى عن منكر(١).
  قال أبو هاشم: طريق وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر الشرع، وقال أبو علي: الشرع والعقل.
  أخبار من الكشاف: روي (أنه ÷ سئل وهو على المنبر: من خير الناس؟ قال: آمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأتقاهم لله تعالى، وأوصلهم) - يعني لرحمه -.
  وعنه ÷ (من أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر(٢) فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة رسوله، وخليفة كتابه).
  وعن علي #: «أفضل الجهاد الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر».
(١) لفظ الكشاف (فإن قلت: هل يجب على مرتكب المنكر أن ينهي عما يرتكبه قلت: نعم يجب عليه، لأن ترك ارتكابه وإنكاره واجبان عليه: فبتركه أحد الواجبين لا يسقط عنه الواجب الآخر. وعن السلف: مروا بالخير وإن لم تفعلوا. وعن الحسن أنه سمع مطرف بن عبد الله يقول: لا أقول ما لا أفعل، فقال: وأينا يفعل ما يقول: ودّ الشيطان لو ظفر بهذه منكم فلا يأمر أحد بمعروف ولا ينهى عن منكر).
(٢) وفي الأحكام (من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي).