تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون}

صفحة 216 - الجزء 2

  عنه ÷ (ركعتان يركعهما العبد في جوف الليل الأخير خير من الدنيا وما فيها، ولو لا أن أشق على أمتي لفرضتهما عليهم).

  وقد ذكر الله تعالى الترغيب في آيات، نحو قوله تعالى: {كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ}⁣[الذاريات: ١٧] وقوله تعالى: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ}⁣[السجدة: ١٦].

  وعنه ÷ (أشراف أمتى حملة القرآن، وأصحاب الليل).

  وعنه ÷ (أن أم سليمان # قالت لسليمان: يا بني لا تكثر النوم بالليل، فإن كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا يوم القيامة).

  وعن أبي بكر بن عياش⁣(⁣١) «بينا أنا نائم إذ أتاني آت فقال:

  وكيف تنام العين وهي قريرة ... ولم تدر في أي المحلين تنزل

  وقد جعل الحاكم ¦ لذلك فصلا في السفينة.

  ويدل ما ورد في تأخيره ÷ للعشاء على استحباب تأخيرها.

  وهذا مذهب المؤيد بالله، وأبي حنيفة.

  وعند الهادي، والقاسم: لا يستحب التأخير فيها، ولا في غيرها، بل يستحب التقديم لقوله تعالى: {وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ} ولعموم قوله ÷ (خير الأعمال الصلاة في أول وقتها).

  الحكم الثاني: الحث على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.


(١) إبراهيم بن عياش البصري النصيبي المعتزلي أبو إسحاق بن عياش، قال في المنية والأمل: «كان من الورع والزهد والعلم على حد عظيم، وهو من الطبقة العاشرة من المعتزلة، وله كتاب في إمامة الحسنين، وكتب أخر حسان».