وقوله تعالى: {يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون}
  عنه ÷ (ركعتان يركعهما العبد في جوف الليل الأخير خير من الدنيا وما فيها، ولو لا أن أشق على أمتي لفرضتهما عليهم).
  وقد ذكر الله تعالى الترغيب في آيات، نحو قوله تعالى: {كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ}[الذاريات: ١٧] وقوله تعالى: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ}[السجدة: ١٦].
  وعنه ÷ (أشراف أمتى حملة القرآن، وأصحاب الليل).
  وعنه ÷ (أن أم سليمان # قالت لسليمان: يا بني لا تكثر النوم بالليل، فإن كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا يوم القيامة).
  وعن أبي بكر بن عياش(١) «بينا أنا نائم إذ أتاني آت فقال:
  وكيف تنام العين وهي قريرة ... ولم تدر في أي المحلين تنزل
  وقد جعل الحاكم ¦ لذلك فصلا في السفينة.
  ويدل ما ورد في تأخيره ÷ للعشاء على استحباب تأخيرها.
  وهذا مذهب المؤيد بالله، وأبي حنيفة.
  وعند الهادي، والقاسم: لا يستحب التأخير فيها، ولا في غيرها، بل يستحب التقديم لقوله تعالى: {وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ} ولعموم قوله ÷ (خير الأعمال الصلاة في أول وقتها).
  الحكم الثاني: الحث على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
(١) إبراهيم بن عياش البصري النصيبي المعتزلي أبو إسحاق بن عياش، قال في المنية والأمل: «كان من الورع والزهد والعلم على حد عظيم، وهو من الطبقة العاشرة من المعتزلة، وله كتاب في إمامة الحسنين، وكتب أخر حسان».