وقوله تعالى: {والله يحب المحسنين}
  قيل: الفاحشة: الكبيرة. وظلم النفس: الصغيرة.
  وقيل: الفاحشة: الزنا. وظلم النفس: ما دون ذلك من اللمس، والتقبيل.
  وقيل: الفاحشة: الزنا، وظلم النفس: سائر المعاصي.
  وسبب نزول هذه الآية: أن قوما من المؤمنين قالوا: يا رسول الله بنوا إسرائيل أكرم منا، كان أحدهم إذا أذنب أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة على عتبة بابه: اجدع أنفك، اقطع أذنك، افعل كذا ... فسكت رسول الله ÷، فانزل الله تعالى هذه الآية. فقال ÷: (ألا أخبركم بخير من ذلك؟ وقرأ هذه الآية) وفيها تسهيل على أمته ÷، وهذا مروي عن ابن مسعود، وعطاء ابن أبي رباح.
  وقيل: نزلت في تيهان(١) التمّار أتته امرأة تبتاع منه تمرا، فقال: إن هذا ليس بجيد، وفي البيت أجود منه، وذهب بها إلى بيته، وضمها إلى نفسه وقبلها، فقالت له: اتق الله، فتركها، وندم، وأتى النبي ÷ وذكر ذلك. فنزلت الآية.
  وقيل: آخى رسول الله ÷ بين أنصاري، وثقفي، فخرج الثقفي غازيا، واستخلف الأنصاري على أهله، فاشترى ذات يوم لهم لحما، فأخذته امرأة الثقفي منه ودخلت بيتها، فتبعها وقبلها، ثم ندم وانصرف، فقالت: والله ما حفظت غيبة أخيك، ولا نلت حاجتك، فخرج ووضع
= وسيأتي قوله في النساء {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ} الآية فأثبت عصيانا، وقوله مع الجهل وهو كالمناقض لما هنا كما ترى، وسيأتي كلام الحاكم في التهذيب منقولا في النساء فيؤخذ من هناك. (حص).
(١) في جامع الأصول (أبو البشر كعب بن عمير بن عباد بن عرند، وقد ضبط أيضا في بعض النسخ بالنون والباء الموحدة (نبهان) (ح / ص).