وقوله تعالى: {فاعف عنهم}
  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ}[آل عمران: ١٥٦]
  أي: لأجل إخوانهم.
  وثمرة ذلك: أنه لا يجوز التشبه بالكفار.
  قال الحاكم: وقد يكون منه ما يكون كفرا، وفيه أيضا دلالة على أنه لا يسقط وجوب الجهاد بخشية القتل.
  قوله تعالى: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[آل عمران: ١٥٩]
  المعنى: قوله: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ} (ما) زائدة، كقوله تعالى: {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ}[النساء: ١٥٥].
  وثمرة ذلك: وجوب التمسك بمكارم الأخلاق، خصوصا لمن يدعو إلى الله تعالى، ويأمر بالمعروف.
  وقوله تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ} يعني: فيما يخصك، {وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} يعني: فيما يختص بحق الله، وهذا لمن تاب، وقيل: لأهل الصغائر.
  وقوله تعالى: {وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} قيل: أمر الله تعالى بذلك ليكون سنة لغيره في الاستشارة، ولئلا يظن أن ذلك نقيصة، وقيل: لاستطابة نفوسهم، ورفع مقاديرهم.
  وقيل: كان سادات العرب إذا لم يتشاوروا شق عليهم، فأمر الله تعالى نبيه ÷ بمشاورة أصحابه، لئلا يثقل عليهم استبداده بالأمر.