تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {فاعف عنهم}

صفحة 230 - الجزء 2

  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ}⁣[آل عمران: ١٥٦]

  أي: لأجل إخوانهم.

  وثمرة ذلك: أنه لا يجوز التشبه بالكفار.

  قال الحاكم: وقد يكون منه ما يكون كفرا، وفيه أيضا دلالة على أنه لا يسقط وجوب الجهاد بخشية القتل.

  قوله تعالى: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}⁣[آل عمران: ١٥٩]

  المعنى: قوله: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ} (ما) زائدة، كقوله تعالى: {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ}⁣[النساء: ١٥٥].

  وثمرة ذلك: وجوب التمسك بمكارم الأخلاق، خصوصا لمن يدعو إلى الله تعالى، ويأمر بالمعروف.

  وقوله تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ} يعني: فيما يخصك، {وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} يعني: فيما يختص بحق الله، وهذا لمن تاب، وقيل: لأهل الصغائر.

  وقوله تعالى: {وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} قيل: أمر الله تعالى بذلك ليكون سنة لغيره في الاستشارة، ولئلا يظن أن ذلك نقيصة، وقيل: لاستطابة نفوسهم، ورفع مقاديرهم.

  وقيل: كان سادات العرب إذا لم يتشاوروا شق عليهم، فأمر الله تعالى نبيه ÷ بمشاورة أصحابه، لئلا يثقل عليهم استبداده بالأمر.