تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}

صفحة 232 - الجزء 2

  النزول

  روي عن ابن عباس، وعكرمة: أنها نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر، فقال بعضهم: لعل النبي ÷ أخذها.

  وعن ابن عباس أيضا: أن رجلا غله بمخيط، يعني: بإبرة، من غنائم هوازن يوم حنين، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

  وعن مقاتل: أنها نزلت في غنائم أحد، حين ترك الرماة المركز، وطلبوا الغنيمة، وقالوا: نخشى أن يقول ÷: (من أخذ شيئا فهو له) ولا يقسم، كما لم يقسم يوم بدر، ووقعوا في الغنائم، فقال ÷: (أتظنون أنا نغل، ولا نقسم لكم شيئا) فنزلت⁣(⁣١).

  وقيل: إنه قسم المغنم، ولم يقسم للطلائع، فلما قدمت الطلائع قالوا: قسم الفيء ولم يقسم لنا؟ فعرفه الله الحكم فيه، ونزلت، عن الضحاك.

  وقيل: كان # يقرأ القرآن، وفيه عيب دينهم، وسب آلهتهم، فسألوه أن يطوي ذلك فنزلت.

  وقيل: أراد # جمع الغنائم، فقال بعضهم: يقسم بيننا غنائمنا، فقال: لو كان لكم مثل أحد ذهبا ما حبست عنكم درهما، أترون أني أغلكم مغنمكم، فنزلت، عن الأصم

  قال جار الله ¦: وسمى حرمان بعض الغزاة غلولا تفظيعا لصورة الأمر

  والمعنى: على القراءة بفتح الياء، أي: لا تجتمع النبوة والخيانة، أو ما كان له أن يكتم شيئا من الوحي.


(١) ومثله في الكشاف وقال أيضا: (يعني: وما كان لنبيّ أن يعطي قوما ويمنع آخرين، بل عليه أن يقسم بالسوية. وسمى حرمان بعض الغزاة «غلولا» تغليظا وتقبيحا لصورة الأمر) (ح / ص).