تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}

صفحة 241 - الجزء 2

  وصبر عن محارم الله، وله ستمائة درجة.

  وصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى، وله تسعمائة⁣(⁣١) درجة.

  وقال بعض العارفين: أهل الصبر على ثلاث مقامات:

  الأولى: ترك الشكوى، وهذه درجة التائبين.

  والثانية: الرضاء بالمقدور، وهذه درجة الزاهدين.

  والثالثة: المحبة لما يصنع به مولاه، وهذه درجة الصديقين.

  وفي هذا الباب ترغيبات لا تحصر، وعرائس⁣(⁣٢) من الحكايات.

  الأمر الثاني: قوله تعالى: {وَصابِرُوا} أمر تعالى بمغالبة أعداء الله تعالى في الصبر، والزيادة عليهم، وأفرده عن الصبر لزيادة مشقته.

  الأمر الثالث: قوله تعالى: {وَرابِطُوا} والمعنى: وأقيموا في الثغور رابطين لخيلكم، مستعدين للغزو، قال تعالى: {وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ}⁣[الأنفال: ٦٠].

  وعنه ÷: (من رابط يوما وليلة في سبيل الله، كان كعدل صيام شهر وقيامه لا يفطر، ولا ينفتل عن صلاته إلا لحاجة).

  الأمر الرابع: قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ} أي: اجتنبوا مخالفة أمره، ومناهيه، وهذا عام.

  تم ما نقل من سورة آل عمران،

  والحمد لله رب العالمين.


(١) في أ (سبعمائة درجة).

(٢) أي: محاسن.