تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا}

صفحة 247 - الجزء 2

  وقد تكون الصلة بالإنفاق، والموالاة، ذكر ذلك في مسالك الأبرار.

  قال: وفي الحديث عنه ÷ (الرحم معلقة بالعرش، لها لسان ذلق، تقول: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني) قال: وهذا تمثيل لثواب الواصل، وعقاب القاطع، قال: ويحتمل أن الله تعالى يخلق صورة تكلم كما ورد في الحديث (أنه يجاء بالموت على صورة كبش فيذبح).

  وأما الصلة بالزيارة، فالظاهر أنها لا تجب، لكن يحرم أن يقصد القطع لأجل المهاجرة، وقال في الزوائد: تجب لكن في حق الأبوين، سواء كانا صالحين أم فاسقين، أو كافرين، وفي حق الأخوة والأخوات تجب بشرط الصلاح.

  قوله تعالى: {وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً}⁣[النساء: ٢]

  النزول

  قيل: نزلت في رجل من غطفان، كان معه مال لابن أخ له يتيم، فلما بلغ طلب المال فمنعه عمه، فرفعا ذلك إلى النبي ÷ فنزلت الآية. فقال الرجل: سمعنا وأطعنا، نعوذ بالله من الحوب الكبير، ودفع إليه ماله، عن مقاتل، والكلبي.


= في الحلال. ألم تسمع قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ} وأول صلته أن يختار له الموضع الحلال، فلا يقطع رحمه ولا نسبه فإنما للعاهر الحجر، ثم يختار الصحة ويجتنب الدعوة، ولا يضعه موضع سوء يتبع شهوته وهواه {بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ}) (ح / ص).