لذا فقد تميز عن سائر المذاهب والفرق بأن العوامل التي يتحلى بها علماؤه ومجتهدوه كانت سببا رئيسيا في تحصيل شتى فنون العلم والمعرفة، والبحث عن كل ما يفيد، وتحصيله بكل الطرق الممكنة، بدون تمييز بين قائل وقائل، وعالم وعالم، فحفظوا للأمة الإسلامية تراثها وفكرها،
  وها هو الكتاب الذي نقدمه بين يدي قرائنا الكرام، شاهد صدق على ما قلناه وما بذله ويبذله علماء اليمن من عطاء فكري زاخر خال عن الشوائب والأكدار
  إن كتاب الثمرات اليانعة من الكتب التي تداولها الناس قديما، وحرص الآباء على اقتنائها واستنساخها، واستخراج فوائدها، يدل على ذلك كثرة نسخه المتداولة فلا تكاد تخلو منها مكتبة، ولا يستغني عنها عالم، وذلك يبين مدى الحرص على هذا الكتاب، الذي يعتبر مرجعا أساسيا، ومعينا لا ينضب لكل عالم ومجتهد وباحث وطالب علم.
  وليس ببعيد فمؤلفه ممن حاز قصب السبق والفخار، وله اليد الطولى، والقدح الأوفى في شتى فنون العلم والمعرفة، كان في عصره مرجع العلماء، وحجتهم، وقدوتهم، وله المكانة العليا بين أوساطهم، والمرجع لحل كل المشكلات.
  لذا رأت وزارة العدل أن يكون لها شرف التكفل بطباعة هذا الكتاب ونشره خدمة للعلم وأهله، وإظهارا لدور علماء اليمن في مسيرة التطور الفكري الإسلامي، لما يحويه هذا الكتاب بين دفتيه من مسائل وأحكام قيمة مفيدة لرجال القضاء أولا، ولغيرهم من العلماء والباحثين والمهتمين ثانيا، أضف إلى ذلك أن قيام الوزارة بهذا العمل يعد لفتة مهمة نحو تراثنا القيم، الذي تزخر به مكتبات اليمن الخاصة والعامة، والتي تعد في نظرنا من أهم المكتبات التراثية على مستوى العالم، وكل ذلك من منطلق أن