تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}

صفحة 401 - الجزء 2

  قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً}⁣[النساء: ٦٤]

  ثمرة الآية: أن هؤلاء المنافقين لو استغفروا الله من نفاقهم وكراهتهم لحكم رسول الله، وجاءوا إلى النبي ÷ تائبين معتذرين، وتشفعوا به إلى الله لتاب عليهم، دل ذلك على أن توبة المنافق مقبولة كغيره، أما في الباطن فهي مقبولة عند الله وفاقا.

  وأما في الظاهر فظاهر الآية قبولها؛ لأنه جعل النبي ÷ مستغفرا لهم وشافعا، وهذا قول عامة الأئمة وأبي حنيفة، والشافعي.

  وقال مالك والجصاص: إنها لا تقبل من الباطنية ونحوهم.

  وقال المنصور بالله، والإمام يحي: إن ظهروا شبههم وما يعتادون كتمه⁣(⁣١) دل ذلك على صدق توبتهم فتقبل، وإلا فلا.

  ودلت الآية على أن من تكررت منه المعصية والتوبة صحت توبته، لقوله تعالى: {تَوَّاباً} وذلك ينبي عن التكرار، وقد قيل: أن الآية نزلت في شأن هؤلاء الذين كرهوا المحاكمة إلى رسول الله ÷.

  وقيل: إن قوما من المنافقين أرادوا مكيدة رسول الله ÷ فأتاه جبريل فأخبره بذلك.


(١) سيأتي لهذا زيادة تحقيق إن شاء الله تعالى في تفسير قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ}.