تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة}

صفحة 406 - الجزء 2

  {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ثم قال: {وَإِنَّ مِنْكُمْ} وقد قال تعالى في المنافقين: {ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ}.

  قال الحاكم: والتقدير على القول الأول: {وَإِنَّ مِنْكُمْ} على زعمه⁣(⁣١) في الظاهر أو في حكم الشرع.

  ثمرة ذلك: تأكيد وجوب الجهاد وتحريم التثبيط عنه، وهذا من المعاداة باللسان وقد قال أهل المذهب: من عادى الإمام بلسانه من غير أن يقاتله فسق.

  قوله تعالى: {فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ}⁣[النساء: ٧٤]

  هذا تأكيد لوجوب الجهاد، واختلف من أراد، فقيل: المنافقين الذين ثبطوا غيرهم، فيكون وعظا لهم بأن يبدلوا التثبيط بالجهاد، ومعنى {يَشْرُونَ} أي: يشترون.

  وقيل: هذا خطاب للمؤمنين، ومعنى {يَشْرُونَ} أي: يبيعون. عن الأصم، وأبي علي، وأبي مسلم.

  قوله تعالى: {وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها}⁣[النساء: ٧٥]

  قوله: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} هم الذين أسلموا بمكة، وصدهم المشركون


(١) على زعمه: فتح الزاي لغة الحجاز، وضمها لغة بني أسد، وكسرها لغة قيس، وتميم، على رواية الكسائي، والفراء، (شمس العلوم).