وقوله تعالى: {حيث ثقفتموهم}
  قيل: نزلت في المنافقين(١)، وقيل: في قوم بني أسد وغطفان، كانوا إذا وصلوا المدينة أسلموا وعاهدوا ليأمنوا المسلمين، وإذا رجعوا إلى قومهم كفروا(٢)، وقيل: في قوم بني عبد الدار، كانوا بهذه الصفة(٣).
  وقوله تعالى: {كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها} قيل: الفتنة الشرك أي: كلما دعاهم قومهم إلى قتال المسلمين قلبوا فيها أشنع قلب، والركس: الرد على الرأس(٤).
  وقوله تعالى: {لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ} أي: يعتزلوا قتالكم، وللآية دلالتان منطوقة ومفهومة:
  فالمنطوقة: أنهم إن لم يعتزلوا القتال، ويكفوا أيديهم جاز أخذهم وقتلهم، وهذا ظاهر.
  والمفهومة: أنهم إن اعتزلوا القتال وكفوا أيديهم لم يقاتلوهم، وهذا كلام أبي علي، والأصم، وقالا: مع آخرين لا نسخ في هذه الآية(٥).
  وقال جماعة: إنها منسوخة، وإنه لم يحارب أهل النفاق(٦).
  وقوله تعالى: {حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} قيل: يعني في الحل والحرم، أو
(١) زاد المسير (٢/ ١٦٠)، ابن كثير (١/ ٨٤٤)، الخازن (١/ ٤٠٨)، الطبرسي (٥/ ١٨٨)، الطبري (٤/ ٢٠٢).
(٢) زاد المسير (٢/ ١٦٠)، الخازن (١/ ٤٠٨)، الطبرسي (٥/ ١٨٨)، الطبري (٤/ ٢٠٢ - ٢٠٣).
(٣) زاد المسير (٢/ ١٦٠)، الخازن (١/ ٤٠٨)، الطبرسي (٥/ ١٨٨)، الطبري (٤/ ٢٠٣) وما بعدها.
(٤) الطبرسي (٥/ ١٨٨ - ١٨٩)، الطبري (٤/ ٢٠٤).
(٥) التهذيب للحاكم الجشمي (خ)، رهن التحقيق)
(٦) نواسخ القرآن ص (١٣٤) هبة الله ص (١١٢)، زاد المسير (٢/ ١٦١).