تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {حيث ثقفتموهم}

صفحة 428 - الجزء 2

  قيل: نزلت في المنافقين⁣(⁣١)، وقيل: في قوم بني أسد وغطفان، كانوا إذا وصلوا المدينة أسلموا وعاهدوا ليأمنوا المسلمين، وإذا رجعوا إلى قومهم كفروا⁣(⁣٢)، وقيل: في قوم بني عبد الدار، كانوا بهذه الصفة⁣(⁣٣).

  وقوله تعالى: {كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها} قيل: الفتنة الشرك أي: كلما دعاهم قومهم إلى قتال المسلمين قلبوا فيها أشنع قلب، والركس: الرد على الرأس⁣(⁣٤).

  وقوله تعالى: {لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ} أي: يعتزلوا قتالكم، وللآية دلالتان منطوقة ومفهومة:

  فالمنطوقة: أنهم إن لم يعتزلوا القتال، ويكفوا أيديهم جاز أخذهم وقتلهم، وهذا ظاهر.

  والمفهومة: أنهم إن اعتزلوا القتال وكفوا أيديهم لم يقاتلوهم، وهذا كلام أبي علي، والأصم، وقالا: مع آخرين لا نسخ في هذه الآية⁣(⁣٥).

  وقال جماعة: إنها منسوخة، وإنه لم يحارب أهل النفاق⁣(⁣٦).

  وقوله تعالى: {حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} قيل: يعني في الحل والحرم، أو


(١) زاد المسير (٢/ ١٦٠)، ابن كثير (١/ ٨٤٤)، الخازن (١/ ٤٠٨)، الطبرسي (٥/ ١٨٨)، الطبري (٤/ ٢٠٢).

(٢) زاد المسير (٢/ ١٦٠)، الخازن (١/ ٤٠٨)، الطبرسي (٥/ ١٨٨)، الطبري (٤/ ٢٠٢ - ٢٠٣).

(٣) زاد المسير (٢/ ١٦٠)، الخازن (١/ ٤٠٨)، الطبرسي (٥/ ١٨٨)، الطبري (٤/ ٢٠٣) وما بعدها.

(٤) الطبرسي (٥/ ١٨٨ - ١٨٩)، الطبري (٤/ ٢٠٤).

(٥) التهذيب للحاكم الجشمي (خ)، رهن التحقيق)

(٦) نواسخ القرآن ص (١٣٤) هبة الله ص (١١٢)، زاد المسير (٢/ ١٦١).