تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وإن تحسنوا وتتقوا}

صفحة 506 - الجزء 2

  وفي هذه الآية حث على الصبر على حسن الصحبة لقوله تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} أي: خير من الفرقة، أو من النشوز والإعراض، وسوء العشرة، أو خير من الخصومة، أو خير من الخيور، كما أن الخصمة شر من الشرور، وقد كان من مكارم أخلاقه ÷ أنه كان يكرم صواحب خديجة بعد موتها.

  وعنه ÷: «من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه» وهذا فيه صبر، وفي الصبر ما لا يحصر من المحاسن والفضائل، والصلح فيه أنواع من الترغيب.

  روى الحاكم عنه ÷: «من أصلح بين اثنين استوجب ثواب شهيد».

  وعن أنس: «من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة»، وهذه الآية الكريمة وسبب نزولها تقوي قول المؤيد بالله: إنه يصح إبراء المرأة من النفقة المستقبلة، ويقول: قد وجد سببها، وهو عقد النكاح⁣(⁣١)، كما يبرى من الأجرة في المستقبل⁣(⁣٢) لوجود العقد، وظاهر قول الهدوية: لا يصح الإبراء من النفقة، وهو يتفرع من الآية صور، وهو الصلح على الإنكار، أجازته الحنفية ومنعه أهل المذهب، والشافعي.

  والصلح عن المجهول، وفيه خلاف معروف.

  والصلح على السكوت، قال الحاكم: أجازته الحنفية، ومنعه غيرهم.


(١) وفي بعض النسخ (وهو عقد الزوجية).

(٢) هذا قوي، وقد اعتمده الإمام شرف الدين، وتبعه شارح الفتح.