وقوله تعالى: {وإن تحسنوا وتتقوا}
  وفي هذه الآية حث على الصبر على حسن الصحبة لقوله تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} أي: خير من الفرقة، أو من النشوز والإعراض، وسوء العشرة، أو خير من الخصومة، أو خير من الخيور، كما أن الخصمة شر من الشرور، وقد كان من مكارم أخلاقه ÷ أنه كان يكرم صواحب خديجة بعد موتها.
  وعنه ÷: «من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه» وهذا فيه صبر، وفي الصبر ما لا يحصر من المحاسن والفضائل، والصلح فيه أنواع من الترغيب.
  روى الحاكم عنه ÷: «من أصلح بين اثنين استوجب ثواب شهيد».
  وعن أنس: «من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة»، وهذه الآية الكريمة وسبب نزولها تقوي قول المؤيد بالله: إنه يصح إبراء المرأة من النفقة المستقبلة، ويقول: قد وجد سببها، وهو عقد النكاح(١)، كما يبرى من الأجرة في المستقبل(٢) لوجود العقد، وظاهر قول الهدوية: لا يصح الإبراء من النفقة، وهو يتفرع من الآية صور، وهو الصلح على الإنكار، أجازته الحنفية ومنعه أهل المذهب، والشافعي.
  والصلح عن المجهول، وفيه خلاف معروف.
  والصلح على السكوت، قال الحاكم: أجازته الحنفية، ومنعه غيرهم.
(١) وفي بعض النسخ (وهو عقد الزوجية).
(٢) هذا قوي، وقد اعتمده الإمام شرف الدين، وتبعه شارح الفتح.