قوله تعالى: {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين}
  الثاني: قول أبي القاسم: أنه يعود الثواب لا العقاب، والوجه أن بطلان الثواب عقوبة على الردة، وقد سقطت العقوبات وغفران الذنب تفضل، والله سبحانه لا يعود فيه.
  الثالث(١): [أنه لا يعود في الوجهين، عند أبي علي، وأبي هاشم، والفرق بينهما - وهو أن بطلان الثواب عقوبة على الردة، وقد سقطت العقوبات، كذلك بطلان الثواب، وغفران الذنب تفضل ورحمة، فلا يجوز أن يعود فيها].
  قوله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}[النساء: ١٣٨ - ١٣٩]
  قال الحاكم: دلت على وجوب موالاة المؤمنين، والنهي عن موالاة الكفار.
  قال: والمنهي عن موالاتهم في الدين فقط، وقد ذكر المؤيد بالله قدس الله روحه معنى هذا: وهي أن يحبه لما هو عليه، وهذا ظاهر، وهو يرجع إلى الرضاء بالكفر، وما أحبه لأجله.
  فأما الخلطة فليست بموالاة، وقد جوز العلماء ¤ نكاح الفاسقة، وكذلك الإحسان فقد مدح الله تعالى من أطعم الأسارى، وجوز
(١) بياض في الأصل، وقد أصلحناه من الحاكم. ولفظ الحاكم. (اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال - منهم من قال: يعود في الوجهين، وهو قول بشر، وجعل فائدة الآية ذلك، ومنهم من قال لا يعود في الوجهين، وهو قول أبي علي وأبي هاشم، ومنهم من قال يعود الثواب، ولا يعود العقاب، وهو قول أبي القاسم، والفرق بينهما - وهو أن بطلان الثواب عقوبة على الردة، وقد سقطت العقوبات، كذلك بطلان الثواب، وغفران الذنب تفضل ورحمة، فلا يجوز أن يعود فيها.