تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}

صفحة 525 - الجزء 2

  وعنه قوله ÷: «ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى، وزعم أنه مسلم: من إذا حدث كذب، ومن إذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان».

  وقيل لحذيفة ¥: من المنافق؟ فقال: الذي يصف الإسلام ولا يعمل به، ونظير هذا قوله ÷: «من ترك الصلاة تعمدا فقد كفر».

  قوله تعالى: {لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}⁣[النساء: ١٤٨]

  النزول

  قيل: نزلت في ضيف نزلوا بقوم فأساءوا قراهم، فشكوهم فنزلت الآية. عن مجاهد.

  قال الحاكم: وليس بالوجه؛ لأن الضيافة غير واجبة.

  وقيل: نزلت في الدعاء على الغير، وذلك أن أحدا لا يدعو على غيره إلا أن يظلمه، وفي الحديث عنه ÷: «اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا» ذكره الحاكم، والزمخشري، وقيل: فيمن ظلم أنه يجوز له أن يهتك ستر الظالم.

  فأما من لم يظلمه فهو داخل في الغيبة⁣(⁣١)، وهتك ستره بأن يذيعه.

  قيل: أو يظهر أمره، وعليه الخبر: «قولوا في الفاسق بما فيه يعرفه الناس».

  وقال: «لا غيبة لفاسق».


(١) وهذا حيث ذكره بما فيه، كما هو حقيقتها.