قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}
  الحاكم في السفينة(١) في ذكر مقام طاووس(٢) عند هشام بن عبد الملك: أنه لما دخل عليه ولم يدعه بإمرة المؤمنين، فقيل له في ذلك، فقال: ليس كل الناس راضيا بإمرتك، فخفت أن أكون كاذبا، وكثير من الفضلاء كأبي حازم، وعمر بن عبد العزيز(٣) وغيرهما خاطب بأمير المؤمنين لمن واجهه من بني أمية، وبني العباس، وتوجيه ذلك أنه كاللقب.
(١) السفينة: كتاب جليل في سير الأنبياء، وأهل البيت، وفنون أخر، أربعة مجلدة، للحاكم المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي.
(٢) طاووس هو: ذكوان بن كيسان اليماني، أبو عبد الله، طاووس الحميري مولاهم، الفارسي، يقال: اسمه ذكوان، وطاووس لقب له، قال ابن حجر: فقيه ثقة، فاضل، من الثالثة، مات سنة ١٠٦ هـ روى عن ابن عباس، وجابر، وابن عمر، وآخرين، وعنه مجاهد، والزهري، وخلق. قال ابن عباس: إني لأظن طاووسا من أهل الجنة، وقال ابن حبان: حج طاووس أربعين حجة، وكان مجاب الدعوة، توفي ببعلبك، وقبره بها، وذكر المهدي أنه توفي حاجا، وما قيل: إن قبره بصنعاء غلط، وقد غلط أهل الحواشي في اسمه في كتاب الرهن.
(٣) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، القرشي الأموي، أبو حفص، الخليفة العادل، والفرد الكامل، ولي الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك، وكانت ولايته تسعة وعشرون شهرا، كأبي بكر، سمع أنس بن مالك، وصلى أنس خلفه، والسائب بن يزيد، وسهل بن سعد، وخولة بنت حكيم من الصحابة، وعروة بن الورد، وابن الزبير، وابن المسيب، وخلق من التابعين، وروى عنه الزهري، وحميد الطويل وآخرون، قال مالك بن دينار: لما ولي قالت رعاة الشاء في الجبال: من هذا الخليفة العادل الصالح، فسئلوا؟ قالوا: لأنها كفت الذئاب والأسد عن الشاء، وكاتبه الإمام زيد بن علي يعظه، وقال لعبد الله بن الحسن إذا كان لك حاجة فأرسل إلي فأني أستحي من الله أن أراك على بابي، وقال له مرة: إن طلبت شيئا تساعدني؟ قال: نعم، قال: اكشف عن بطنك فكشفه، فألصق بطنه ببطنه، وقال: إني لأرجو أن لا يعذبني الله وقد لصقت ببضعة من رسول الله، قال عمر: كنت أقرأ على شيخ من ولد عتبة بن عبد الله بن مسعود، فمر بي يوما، وأنا مع الصبيان نشتم عليا فتبعته، فأعرض عني، وقام يصلي حتى أنكرته، فسألته، فقال: أنت الذي تشتم عليا، قلت: قد كان ذلك، قال: هل =