تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}

صفحة 110 - الجزء 1

  الأنبياء خلفاء الله، أي: جعلهم خلائف عن غيرهم. وقد ذكر الهادي # في الأحكام الجواز

  وأول من تسمى خليفة بعد رسول الله ÷ أبو بكر الصديق⁣(⁣١).

  وأول من تسمى بأمير المؤمنين - عمر بن الخطاب⁣(⁣٢).

  وهذا الاسم جائز اطلاقه لأئمة العدل، وأما أئمة الجور فينبغي أن يفصل في ذلك، فإن كان هذا يوهم أنهم على حق لم يجز؛ لأن ذلك إغراء بالقبيح، وإن كان لا يوهم ذلك، فالأولى أن لا يقال ذلك؛ لأنه عبارة تعظيم، وأيضا فهو غير مطابق ففي ذلك تعرض للكذب، وحكى


(١) أبو بكر الصديق هو: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمر القرشي، التيمي، أبو بكر بن أبي قحافه أول الخلفاء، بويع له بعد وفاة رسول الله ÷، وكانت بيعته كما قال عمر: فلتة وقى الله شرها من وقى، وتخلف عنه جماعة منهم أمير المؤمنين، وسعد بن عبادة، والزبير، هو أول من أسلم بعد علي وخديجة، ولقبه عتيق، واستفتح في أيامه مدنا، وسيرته مشهورة، توفي بين المغرب والعشاء من ليلة الثلاثاء لقمان بقين من جمادى الآخرة سنة ١٣ هـ وغسلته زوجته أسماء بنت عميس، ودفن بجنب رسول الله ÷.

(٢) عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي المكي، ثم المدني، أبو حفص، أسلم بعد مهاجرة الحبشة، وكان إسلامه مكملا أربعين، وكان لإسلامه موقع عند الكفار عظيم، وصلوا يوم إسلامه في المسجد، وتزوج رسول الله ÷ ابنته حفصة، بويع له بعد وفاة أبي بكر، واستفتحت في أيامه مدائن كثيرة، منها: دمشق، ثم القادسية، حتى انتهى الفتح إلى حمص وجلولاء، والرقة، إلى ما يكثر تعداده، وذل لوطأته ملوك فارس والروم، ودون الدواوين، وكتب التاريخ، ومصر الأمصار، وكان قتله لأربع بقين من ذي الحجة، سنة ٣٢ هـ طعنه غلام المغيرة أبو لؤلؤة، وقتل معه سبعة، وجرح نحوهم، وحمل إلى داره وسقوه اللبن فخرج من جرحه، ثم جعل الأمر شورى في ستة، كما هو مسطور في كتب السير، والله أعلم.