تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}

صفحة 12 - الجزء 3

  وقال ÷: في المدينة: «لا ينفر صيدها، ولا يختلي خلاها».

  وقال زيد بن علي، والناصر، وأبو حنيفة: إطلاق الحرم على المدينة مجاز فيجوز صيده وشجره.

  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ}⁣[المائدة: ٢]

  النزول

  روي عن ابن عباس أن المشركين كانوا يحجون البيت، ويهدون الهدايا، ويعظمون المشاعر، فأراد المسلمون أن يغيروا عليهم فنزلت.

  وقيل: كان قريش، وخزاعة، وكنانة وعامر بن صعصعة، يستحلون الغارة في الأشهر الحرم، ولا يسعون بين الصفا والمروة، ولا يقفون بعرفات فلما أسلموا أمروا بالسعي والوقوف، ونهوا عن الغارة في الأشهر الحرم، فنزلت الآية.

  وعن الأصم: أنها نزلت في رجل من بني بكر دخل على رسول الله ÷ فقال: إني داعية قومي فاعرض عليّ ما تدعو إليه، فعرض عليه الإسلام، فقال: في أمرك غلظة، ارجع إلى قومي فأعرض عليهم، فلما انصرف قال ÷: «دخل بوجه كافر، وخرج بعقبى غادر» وما الرجل بمسلم، ثم مر على سرح المدينة فاستاقها، فطلبه أصحاب رسول الله ÷ ففاتهم، وحضر الحج، فأقبل البكري وقد قلد، وأهدى، فأراد المسلمون أن يبعثوا إليه، ويأخذوا ما معه فنزلت.