تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}

صفحة 13 - الجزء 3

  قال النيسابوري في روايته: وقد كان رسول الله ÷ قال: «يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان» وقالوا: إنه قلد ما أخذ من سرح المدينة، وأهداه، وقيل: جاء يوم الفتح ناس من المشركين يؤمون البيت فقال المسلمون: دعنا يا رسول الله صلّى الله عليك نغير عليهم فنزلت.

  ثمرات الآية أحكام:

  الأول: النهي عن إحلال الشعائر، والشهر الحرام، والهدي، والقلائد، وآمين البيت الحرام.

  أما إحلال الشعائر فاختلف المفسرون ما أريد بذلك، فقيل: الشعائر هي معالم الحج، وهي مناسكه، فنهوا عن الإحلال بها، وهذا مروي عن ابن عباس، ومجاهد، وأبي مسلم، وقيل: لا تتركون تعظيم المشاعر، وهي مواضع الحج، وقيل: فرائض الله عن عطاء، والأصم، واختاره القاضي.

  وقيل: دين الله عن الحسن، وقيل: ما حرم عليكم في حال الإحرام من الصيد ونحوه، وقيل: هي الأعلام المنصوبة في حدود الحرم، فنهوا أن يجاوزوها بغير إحرام، وقيل: أراد به الهدايا التي تعلم بأن يشق في سنامها، وهذه المسألة قد اختلف فيها العلماء، فمذهبنا، والشافعي، ومالك، وأبو يوسف، ومحمد: أن ذلك مسنون. وقال أبو حنيفة: هو مكروه.

  حجتنا ما روي من تفسير الآية {لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ}. أنه أراد بذلك ما أشعر أي: علّم من الهدايا، وليس في الآية أمر بالإشعار فنقول بوجوبه، فلهذا قلنا: إنه سنة.

  وقال المنصور بالله: إشعار البدنة واجب، ولعله يؤخذ من قوله ÷: «خذوا عني مناسككم» وقد أشعر.