تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {إلا ما ذكيتم}

صفحة 26 - الجزء 3

  اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ} وقوله تعالى: {عَلَى النُّصُبِ} أي: على اسم الأوثان، وقيل: ذبح عليها: وقيل: ذبح لها تقربا إليها، واللام تعاقب على، مثل تعالى: {فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ} وقيل: كانوا يلطخون أوثانهم بدمائها، وقوله تعالى: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ} هذا الثاني عشر من المحرمات المذكورة، والمعنى: وحرم عليكم أن تستقسموا بالأزلام، والاستقسام هو طلب ما قسم له والأزلام جمع زلم، مثل قلم، وزلم مثل: عمر، وهو القدح، قيل: كان في الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا أو إجارة، أو نكاحا، أو أمرا مهما أجال القداح، وهي ثلاثة، على واحد (أمرني ربي) وعلى واحد (نهاني ربي) وواحد غفل⁣(⁣١) لا شيء عليه، فإذا خرج الأمر مضى في أمره، وإن خرج النهي قعد، وإذا خرج الغفل أجالهما مرة ثانية، عن الحسن وجماعة من المفسرين.

  وقيل: كانت الأزلام سبعة عند هبل، وهو أعظم الأصنام عند قريش⁣(⁣٢)، وكانوا يضربونها عنده بعد تقديم قربان لها، ويعملون في أمرهم على ما يخرج بالقداح، عن ابن إسحاق.

  وقال مجاهد: هم كفار فارس والروم يتقامرون، ويعني بها الكعاب، وقيل: إنها الشطرنج عن سفيان، ووكيع.

  وقيل: هي الميسر، وقسمتهم الجزور على الأنصباء المعلومة.

  ثمرة ذلك: تحريم الاستسقام بالأزلام، وفي تفسيرها ما تقدم.


(١) غفل: بضم الغين المعجمة، وسكون الفاء، وهو ما لا يرجى غيره، ولا يخشى شره، وما لا علامة له من القداح. قاموس.

(٢) في نسخة ب (وهو أعظم أصنام قريش).