تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {من أنصاري إلى الله}

صفحة 54 - الجزء 3

  قال الحاكم: وقد وردت السنة بذلك، وهو الذي عليه الفقهاء، والدلالة لفظ إلى لأنها للغاية، وغاية الشيء آخره.

  وقالت الإمامية: السنة أن يبتدئ بالمرفق، وقالوا: إن إلى هاهنا بمعنى من.

  قال الحاكم: وهذا تقدير فاسد.

  المسألة الثالثة

  الترتيب بين اليمنى واليسرى، وقد اختلفوا في ذلك، فمذهب الأئمة وجوبه.

  وقال الشافعي: هو مستحب غير واجب، واحتج بأن الآية لا تفيد ذلك فمن غسلهما مرتبا أو غير مرتب قدم اليمنى، أو اليسرى، فقد امتثل الأمر.

  قلنا: الدلالة على وجوب البداية باليمنى من السنة، وهو أنه ÷ توضأ مرتبا، وقال: «هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به».

  وفي حديث أبي هريرة عنه ÷ أنه قال: «إذا توضأتم فابدءوا بميامنكم».

  قالوا: هذا أمر ندب كقوله ÷: «إذا لبستم أو توضأتم فابدءوا بميامنكم» فقرن بينه وبين اللبس.

  قلنا: أجمعت العترة على وجوب الترتيب بينهما، فكان حجة.

  قالوا: كون إجماعهم حجة غير مسلم لعدم الدليل.

  قلنا: نقيم الحجة على ذلك من كتاب الله، وذلك قوله تعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ} إلى قوله: {وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ} وسبيل ذلك سبيل