قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}
  الإمتثال تكبرا أو استخفافا بالنبي يكفر، لأن إبليس جمع هذه الأشياء من الاستكبار، وفي ذلك استخفاف، ورد للحكمة، لقوله: {خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}[الأعراف: ١٢] وأما مجرد الامتناع من السجود؛ فإنه لا يوجب الكفر، وإن أمر به وأوجب عليه، ولهذا من ترك الصلاة غير مستخف ولا مستحل لا يكفر عند جماهير العلماء، خلافا لما حكي عن أحمد، وإسحاق(١)، والنخعي(٢)، وعبد الله بن المبارك(٣)، وأبي أيوب
(١) إسحاق: إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن مخلد الحنظي، أبو محمد بن راهوية المروزي الحافظ الإمام في الحديث، وراهويه، قال في المغني: براء، وهاء، وواو مفتوحتين، وسكون ياء، وكسر هاء ثانية على الأشهر، ويقال: بضم هاء، وفتح تحتية، سمي به لأنه ولد في طريق مكة.» قال في التقريب: ثقة، حافظ، مجتهد، قرين أحمد بن حنبل، ذكر أبو داود أنه تغير قبل موته بيسير، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وله اثنان وسبعون سنة، قال إسحاق: أنا أحفظ سبعين ألف حديث، وأذاكر في مائة ألف حديث، وما سمعت شيئا إلا حفظته، ولا حفظت شيئا فنسيته، ولد سنة ١٦١ هـ ومات ليلة النصف من شعبان سنة ٢٣٨ (الجنداري).
(٢) إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي، التابعي، أبو عمران الفقيه، أدخل على عائشة وهو صبي، وأرسل عن علي #، ولد سنة خمس وأربعين، قال الأعمش:» كان صيرفيا - أي: نقادا - في الحديث، وقال الشعبي لما بلغه موت إبراهيم: «ما خلف بعده مثله» توفي سنة خمس وتسعين، كهلا، خرج له الجماعة، وأئمتنا $. ولد سنة ٤٦ هـ وتوفي سنة ٩٦ هـ وقيل: ٩٥ هـ (تراجم شرح الأزهار).
(٣) عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي الحافظ، روى عن هشام، وسلمان التيمي، وخلق، وعنه سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن الحسن، وأمم، وهو حافظ زمانه في الحديث، ونقد الرجال، أحد علماء الجرح والتعديل، حج سنين متعددة، وله زهد مشهور، اتفقوا على ثقته وجلالته، ووثقه المؤيد بالله، وصنف كتبا كثيرة، مولده سنة ١١٨ هـ ومات سنة مائة وإحدى وثمانين، خرج له الجماعة، وأئمتنا الأربعة.
(الجنداري).