تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}

صفحة 119 - الجزء 1

  كانت الملائكة تقاتل الجن، فسبوا إبليس وهو صغير، فكان مع الملائكة يعبد الله، فلما أمروا بالسجود أمر معهم⁣(⁣١)، ودليل أمره بالسجود قوله تعالى في سورة الأعراف: {قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ}⁣[الأعراف: ١٢] وقد قال تعالى في صفة الملائكة $: {لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ}⁣[التحريم: ٦] والملائكة لا نسل لهم، ولإبليس نسل، قال تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ}⁣[الكهف: ٥٠] وإبليس خلق من النار، وأما الملائكة فعن الحسن: من النور، وعن أبي علي: من الريح، والملائكة قد جعلهم الله تعالى رسلا، قال تعالى: {جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً}⁣[فاطر: ١] ورسل الله معصومون. وقيل: إنه كان من الملائكة، وإن الاستثناء متصل، قال الحاكم: والأول الوجه، لقوله تعالى: {كانَ مِنَ الْجِنِ}⁣[الكهف: ٥٠].

  وقال الزمخشري: يجوز أن يكون الاستثناء متصلا، وإن كان من الجن؛ لأنه كان مغمورا بين الملائكة، لكونه واحدا من ألوف فغلبوا في قوله: {فَسَجَدُوا} ثم استثناه استثناء واحد منهم، ويجوز أن يجعل منقطعا.

  الحكم الرابع: أنه من رد أمر الله اعتقادا أنه ليس بحكمة، أو ترك


= ولازمه ملازمة خدمة، وكان قصيرا نحيفا في قامة يساوي الجالس، وكان من جبال العلم، وقال ÷ (من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا فليقرأه على ابن أم عبد) وكانت كنيته وسئل عنه علي #، فقال: «قرأ القرآن ووقف عنده، وأحل حلاله، وحرم حرامه».

وهو الذي زرع الفقه، وتلقاه علقمة، ثم إبراهيم، ثم أبو حنيفة، مات ¥ سنة ٣٢ هـ أو سنة ٣٣ هـ وهو ابن بضع وستين سنة، وصلى عليه عثمان، وقيل: الزبير، وقيل: عمار ¥ ودفن بالبقيع. (تراجم الجنداري).

(١) يقال: هنا مأمور لدخوله في ضمن المأمورين، وما في سورة الأعراف تصريح، وهو ينبي عن دخوله هنا والله أعلم.