تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {بغير نفس}

صفحة 99 - الجزء 3

  الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}⁣[المائدة: ٣٣ - ٣٤]

  النزول

  قيل: إنها نزلت في قوم من أهل الكتاب، كان العهد بينهم وبين رسول الله، فنقضوا العهد، وأفسدوا، وقطعوا السبيل، عن الضحاك، وقيل: إنها نزلت في العرنيين، وذلك أنهم جاءوا إلى رسول الله ÷ إلى المدينة مظهرين للإسلام فاستوخموها، واصفرت ألوانهم، فبعثهم ÷ إلى إبل الصدقة ليشربوا من ألبانها وأبوالها فصحوا، فمالوا على الرعاة فقتلوهم، واستاقوا الإبل، وارتدوا، فبعث رسول الله من ردهم، وأمر بقطع أيديهم وأرجلهم، وسملهم، وتركهم في الحرة حتى ماتوا، عن سعيد بن جبير وغيره، وهو الذي ذكره الهادي #.

  وقيل: إنها نزلت في قوم أبي برزة الأسلمي، وكان قد عاهد رسول الله ÷ فمر قوم من كنانة بهم يريدون الإسلام، وأبو برزة غائب فقتلوهم، وأخذوا أموالهم، فنزلت فيهم عن الكلبي.

  وقيل: نزلت في قطاع الطريق، وعليه أكثر المفسرين، وجل⁣(⁣١) الفقهاء، وهو إطلاق أبي طالب.

  ثمرات الآية: تظهر في أحكام، والكلام يتعلق بأمور:

  منها: ماهية المحاربة المقصودة في الآية.

  الثاني: بيان المحارب الذي يكون جزاؤه ما ذكر.

  والثالث: بيان المحارب الذي يكون المتعرض له محاربا.


(١) جل الشيء وجلاله - بضم الجيم: معظمه، وقوم جلة - بالكسر عظماء سادة. قاموس.