تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {أو فساد}

صفحة 100 - الجزء 3

  والرابع: بيان الجزاء الذي ذكره الله تعالى وكيفية إيقاعه.

  الخامس: بيان ما يسقط ذلك.

  أما الأول: وهو بيان المحاربة المرادة، فالآية فيها إكمال لماهيتها، معنى حرب الله تعالى هو: حرب أوليائه، وإنما أضافه إلى نفسه تفخيما للأمر كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ} أي: يؤذون أوليائه، وفي الحديث عنه # حاكيا عن ربه: «من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة»،.

  وقد اختلف المفسرون في ماهيتها، فقيل: المحاربة بالكفر؛ لأن الآية نزلت فيهم، والمحاربة لا تليق إلا بهم، وهذا مروي عن الحسن، والأصم، وردّ بأنه تعالى قيّد قبول التوبة من قبل القدرة، وتوبة الكافر مقبولة قبل القدرة وبعدها، وقيل: في المرتدين؛ لأنها نزلت في العرنيين.

  وقد قال في السنن: أمر # بقطع أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم، وروي سمل⁣(⁣١) أعينهم، وفي نسخة: وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون.

  قال أبو قلابة: هؤلاء قوم سرقوا⁣(⁣٢)، وقتلوا، وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله.

  قال: ولم يذكر في إحدى الروايات (من خلاف) إلا في رواية حماد ابن سلمة، وقيل: المراد بالمحاربة قطع الطريق، وهذا قول أكثر


(١) السمل، والسمر للعين: هو إذهاب نور العين، وذلك بحديدة محماة تكحل بها العين فيذهب نورها، وبصرها.

(٢) في الشفاء (نزلت في أناس من بجيلة، وساق القصة إلى أن قال: وقيل: نزلت في العرنيين، وهكذا في أصول الأحكام تارة جعلها في أناس من بجيلة، وتارة في العرنيين.