تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين}

صفحة 144 - الجزء 3

  السابع: ما أخبر الله به من علة الموالين، وأن ذلك خشية الدوائر لا أنه بإذن من الله تعالى، ولا من رسوله.

  الثامن: من قطع الله لما زينه لهم الشيطان، من خشية رجوع دولة الكفر، فقال الله تعالى: {فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} وعسى في حق الله لواجب الحصول، بالفتح لمكة ولبلاد الشرك.

  التاسع: ما بشر فيه به من حصول إهانتهم لقوله تعالى: {أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} قيل: إذلال الشرك بالجزية، وقيل: قتل بني قريظة، وإجلاء بني النظير، وقيل: أن يورث المسلمين أرضهم وديارهم.

  العاشر: ما ذكره الله تعالى من الأمر الذي تؤول إليه حالتهم، وأنهم يصبحون نادمين على ما أسروا في أنفسهم، من غشهم للمسلمين ونصحهم للكافرين، وقيل: من نفاقهم، وقيل: من معاقدتهم للكفار وذلك حين معاينتهم للعذاب، وقيل: في الدنيا بما صاروا فيه من الذلة والصغار.

  الحادي عشر: ما ذكره الله تعالى من تعجب المؤمن⁣(⁣١) من فضيحة أعداء الله وحنثهم في أيمانهم بقوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ}.

  الثاني عشر: ما أخبر الله تعالى من حالهم بقوله تعالى: {حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ} قيل: خسروا حظهم من موالاتهم، وقيل: أهلكوا أنفسهم، وقيل: خسروا ثواب الله تعالى.


(١) في نسخة (من تعجب المؤمنين).