تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين}

صفحة 143 - الجزء 3

  قال المنصور بالله: وهو ظاهر قول آبائنا $، وقد استعان علي # بقتلة عثمان، واستعان ÷ بالمنافقين.

  قال المنصور بالله: ويجوز الاستعانة بالفساق على حرب المبطلين.

  وفي نهذب الشافعي: لا يجوز الاستعانة بالكفار على البغاة، إلا أن تحصل ضرورة للمنع منهم لا لقصدهم، فتكون هذه الاستعانة غير موالاة.

  وفي الآية الكريمة زواجر عن موالاة اليهود والنصارى من وجوه:

  الأول: النهي بقوله تعالى: {لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ} وسائر الكفار لاحق بهم.

  الثاني: قوله تعالى: {بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ} والمعنى: أن الموالاة من بعضهم لبعض لاتحادهم بالكفر، والمؤمنون أعلى منهم.

  الثالث: قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} هذا تغليظ وتشديد ومبالغة مثل قوله #: «لا تراءى نارهما» أي: لا يتقابلان، ومثل قوله #: «لا تستضيئوا بنار المشركين».

  الرابع: ما أخبر الله تعالى به أنه لا يهديهم، والمراد يسلب ألطافه، ويخذلهم بسبب الموالاة.

  الخامس: وصفهم بالظلم، والمراد الذين ظلموا أنفسهم بموالاة الكفار.

  السادس: أنه تعالى أخبر أن الموالاة لهم من ديدن⁣(⁣١) الذين في قلوبهم مرض أي: شك ونفاق، قيل: عبد الله بن أبي وأصحابه.


(١) الديدن: العادة والإلف.