تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}

صفحة 218 - الجزء 3

  عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ}⁣[المائدة ١٠٦ - ١٠٨]

  النزول

  قيل: نزلت الآية في عدي بن يزيد⁣(⁣١)، وتميم بن أوس [الداري]⁣(⁣٢) وهما نصرانيان، وبديل بن أبي مريم - هذه كنية والد بديل - حكى ذلك محمد بن إسحاق.

  وقيل: بديل بن أبي مارية عن الكلبي، وقيل: ابن أبي ماوية، عن عكرمة، وابن سيرين، وقتادة.

  وقال ابن ماكولا: هو بزيل بالباء المنقوطة بنقطة من تحتها، ثم زاي معجمة، وأما بديل فمن أوهام بعض المفسرين.

  قال في الكشاف: وبديل مولى عمرو بن العاص.

  وفي التهذيب: مولى العاص السهمي، وذلك أنهم خرجوا تجارا من المدينة، قيل: إلى الشام، وقيل: إلى الحبشة، فلما نزلوا الشام مرض بديل، وقيل: مرض في البحر فكتب صحيفة فيها متاعه وطرحها في متاعه ولم يخبر صاحبيه، وأمرهما أن يدفعا متاعه إلى أهله ومات، ففتشا متاعه فأخذا إناء من فضة فيه ثلاثمائة مثقال منقوشا بالذهب فغيباه، فأصاب أهل بديل الصحيفة، فطالبوهما بالإناء فجحدا، فارتفعوا إلى رسول الله ÷ فنزلت.

  وقيل: كان الحكم في رجل توفى وليس عنده أحد من أهل الإسلام، فأبيح شهادة الذميين لقلة المسلمين، ثم نسخ ذلك، ولما حلف


(١) في الكشاف (عدي بن زيد) وفي كثير من التفاسير (عدي بن بدّا).

(٢) وقد أسلم تميم، وحسن إسلامه.