تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها}

صفحة 223 - الجزء 3

  للذين ومعنى الأولية: التقدم على الأجانب في الشهادة، وقرئ في الشاذ (الأوليين) على التثنية، وانتصابه على المدح، وقراءة الحسن (الأولان) وهي شاذة، وقراءة الأكثر (استحق) - بضم التاء وكسر الحاء -، وفي رواية عن ابن كثير (استحقا) - بفتح التاء والحاء - وهي قراءة علي #، وأبي، وابن عباس، والمعنى: استحق الأوليان على سائر الورثة التقدم لليمين.

  واختلف في هذه اليمين ما هي؟ فقيل: إنها المردودة وإنها حجة لمن يرى رد اليمين، وستأتي.

  وقيل: هي مؤكدة، وأن الشهود الأولين يحلفون، فإذا ظهرت خيانتهم بشهادة آخرين حلف الآخران، ووجب الرد إلى الورثة، وهذا المروي عن الحسن.

  وقيل: إنها اليمين الأصلية، وأن الوصيين لما حلفا، ثم ظهرت خيانتهما ادعيا الشراء من بديل، فأنكر ورثته فحلفوا.

  وقوله تعالى: {ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها} المعنى: ذلك التحليف أقرب إلى تحرزهم في أداء الشهادة، أو ذلك الحكم الذي ذكر.

  وقوله تعالى: {أَوْ يَخافُوا} يعني: يتحفظون في الشهادة مخافة أن ترد الأيمان، والشهادة إلى المستحق عليهم، فيفتضحون.

  وأما ثمرات هذه الجملة فهي تنطوي على أحكام:

  الأول: لزوم الوصية حال الخوف من الموت، وحضور قرائنه؛ لأنه تعالى قال: {حِينَ الْوَصِيَّةِ} أي: وقت أن تحق الوصية وتلزم، وقد ذكر هذا الزمخشري، وهذا مع ثبوت حق عليه، وكان يملك شيئا من المال، وقد ورد الخبر عنه ÷: «ما آمن من آمن بالله واليوم الآخر له شيء يوصي فيه أن يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة تحت رأسه».