تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين}

صفحة 387 - الجزء 3

  وقال في التهذيب: يجوز أن يوادع أكثر من عشر.

  وفي الشفاء في صلح الحسن لمعاوية أنه في حكم المؤقت؛ لأنه صالح مدة عمره وهي معلومة من عند الله، وفي هذا نظر، ولعله يوجه بغير هذا، وأنه ليس بصلح، ولكن ترك الأمر والقيام لمصلحة⁣(⁣١).

  وأما دعاء النبي: «لا نصرت إن لم أنصرك»⁣(⁣٢) ....

  وأما قوله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} أي يسيرون آمنين أين ما شاءوا.

  واختلف في الأربعة الأشهر.

  فقيل: إنها الحرم، وأنها نزلت في شوال.

  وقيل: نزلت في العاشر من القعدة، وقيل: العاشر من الحجة، فالأول مروي عن ابن عباس، وأبي مسلم، والزهري.

  واختلفوا هل الأربعة عامة لمن له عهد ولغيره، أو لمن له عهد، فأما من لا عهد له فأجله انسلاخ الأشهر الحرم، وذلك خمسون يوما، من عاشر الحجة.

  قال الحاكم: قيل: وإنما أمر بتأجيلهم لينتشر النبذ ويظهر؛ لئلا ينسب إلى المسلمين النكث.

  قال في الكشاف: وهذه الصيانة عن القتال في الأشهر الحرم منسوخة عند الأكثر.


(١) وهو عدم وجود الناصر، وخشية الاستئصال به وبأهل بيته وشيعته.

(٢) هكذا في الأصل.