تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وجعل كلمة الذين كفروا السفلى}

صفحة 424 - الجزء 3

  النزول

  قيل: نزلت في المتخلفين عن⁣(⁣١) غزوة تبوك من المنافقين، وقيل: بل استأذنه جماعة من المنافقين في التخلف فنزلت.

  وعن مجاهد: لما أمروا بالنفير قالوا: فينا الثقيل، وذو الحاجة فنزلت.

  وذكر الأصم قال: لما نزلت الآية جاء ابن أم مكتوم وقال: يا رسول الله أعليّ جهاد؟ فقال ÷: «ما أنت إلا خفيف أو ثقيل» فرجع ولبس سلاحه وجاء فوقف بين يدي رسول الله ÷ وأنزل الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ}.

  قال الحاكم: إنما وجّه آخر الآية إلى المنافقين مع أن أولها في المسلمين؛ لأنهم كانوا يظهرون الإسلام⁣(⁣٢) فأجرى عليهم حكم المؤمنين وعرف حالهم ليتحرز من مكابدتهم.

  وثمرة الآية: وجوب الجهاد والنفير عند دعاء الرسول على الجميع من الخفيف والثقيل.

  قيل: الخفاف الشباب، والثقال الشيوخ، عن أنس، والحسن، والضحاك، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة، ومقاتل، وأبي علي.

  وقيل: مشاغيل وغير مشاغيل، عن الحكم.

  وقيل: خفافا من المال وثقالا منه، عن أبي صالح، وقيل: نشاطى وغير نشاطى عن ابن عباس، وقتادة، وأبي مسلم.

  وقيل: ركبانا ومشاة عن عطية العوفي، وأبي عمرو.


(١) في أمن.

(٢) في نسخة (لأنهم كانوا يظهرون الايمان).