تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}

صفحة 425 - الجزء 3

  وقيل: ذا ضيعة وغير ضيعة، وقيل: أصحاء ومرضى.

  وقيل: أخفاء من السلاح وثقالا به.

  واختلف المفسرون هل في الآية نسخ أم لا؟ فقيل: إن فيها نسخا بقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ}.

  وعن ابن عباس: نسخ النفير عن الضعيف بقوله تعالى في هذه السورة {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى}.

  وقيل: لا نسخ فيها، ذكره القاضي ابن أبي النجم في كتابه: (البيان).

  قال عبد الله بن الحسين في قول من قال: إن فيها نسخا: إن هذا قول مدخول فاسد، وهي ناسخة غير منسوخة، وإنها مؤكدة بوجوب الجهاد على الثقيل والخفيف وإنها رادة لقول من قال: إن فينا الخفيف والثقيل.

  وقال في الكشاف: وعن صفوان بن عمرو: كنت واليا على حمص فلقيت شيخا كبيرا قد سقط حاجباه من أهل دمشق على راحلته يريد الغزو فقلت: يا عم لقد أعذر الله إليك، فرفع حاجبيه وقال: يا بن أخي استنفرنا الله خفافا وثقالا إلا أنه من يحبه الله يبتليه.

  وعن الزهري: خرج سعيد بن المسيب إلى الغزو وقد ذهب إحدى عينيه، فقيل له: إنك عليل صاحب ضرر⁣(⁣١) فقال: استنفر الله الخفيف والثقيل، فإن لم يمكنني الحرب كثرت السواد وحفظت المتاع.

  ولكن كلام المفسرين في قوله: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ} إلى آخرها أن الأعذار المذكورة مسقطة لوجوب الجهاد على أهلها إشارة إلى نسخ هذه أو تأويلها.


(١) في الكشاف (ضرر) وفي النسخة أ (مرض).