تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين}

صفحة 155 - الجزء 1

  وقيل: بالغضروف، وهو أصل الأذن، وقوي؛ لأن فيه الحياة، ولهذا من ضرب فيه لم يعش. وقيل: ضربوه بالأذن.

  وقيل: بالبضعة التي بين الكتفين.

  وروي أنهم لما ضربوه قام بإذن الله تعالى وأوداجه تشخب دما، وقال: قتلني فلان، لابن عمه، ثم سقط ميتا، فأنكروا قتله وحلفوا، ولهذا قال: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ} وكان هذا قبل نزول القسامة في بني إسرائيل.

  قال في العجائب والغرائب⁣(⁣١): وإنما خص الله سبحانه البقرة؛ لأنهم عبدوا العجل، فعظم أمر البقرة عندهم، فأراد الله تعالى أن يزيل ذلك عن قلوبهم⁣(⁣٢).

  وهذه الآيات الكريمة قد استثمر منها، ومن سبب نزولها فوائد:

  منها: أن الأمر على الوجوب، وعلى الفور؛ لأن الله تعالى وبخهم على ترك المبادرة، بقوله تعالى: {فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ} وذلك استبطاء لتركهم للمبادرة، ومن يقول الأمر للاستحباب، أو على التراخي يقول: ذلك لقرينة

  ومنها: أنه يستحب أن يقدم على الطلب من الله تعالى بشئ من القرب، لذلك أمر الله تعالى بالتقرب بذبحها، قبل طلب بيان القاتل، وهذا نظير الاستسقاء⁣(⁣٣).


(١) كتاب للإمام المهدي أحمد بن يحي المرتضى #.

(٢) وذلك أنه لما أمرهم بذبحها لترتب المصلحة على ذبحها وموتها دون حياتها، فتهون عليهم بخلاف ما لو ترتبت المصلحة على حياتها لبقي التعظيم بحاله. (ح / ص).

(٣) في (ح / ص) (ينظر في استفادة القربة من هذا، إذ لم يعرف أنهم تصدقوا به، فإن عرف ذلك بدليل فلا بأس به).