تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين}

صفحة 11 - الجزء 4

  وأما في حق غيرهم فقد قال النواوي في كتاب الأذكار: يجوز ذلك، وبوب له بابا، وقال: قد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة، وأفعال سلف الأمة وخلفهم، وقد أخبر الله تعالى في كتابه الكريم في مواضع كثيرة عن الأنبياء À وقد روى البخاري ومسلم أنه ÷ قال يوم الأحزاب: «ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى» ودعا ÷ على الذين قتلوا القراء، وأدام الدعاء عليهم شهرا يقول: «اللهم العن رعلا، وذكوان، وعصيّة» ودعا ÷ على قريش فقال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهمّ اجعلها عليهم سنين كسني يوسف» وقد أكثر من الآثار بدعائه ÷، ودعاء كثير من الصحابة.

  وأما الشيخ أبو حامد الغزالي: فقد جعل الدعاء على الغير وإن كان ظالما من آفات اللسان، وقال: يوكل أمر الظالم إلى الله.

  قال: وفي الحديث: «إن المظلوم ليدعو على من ظلمه حتى يكافيه، ثم يبقى للظالم فضل عنده يطالبه به يوم القيامة».

  قال: وطول بعض الناس لسانه في الحجاج فقال بعض السلف: إن الله لينتقم للحجاج ممن تعرض له بلسانه كما ينتقم من الحجاج لمن ظلمهم» وهذا محتاج إلى التوجيه.

  أما الفضل: فالعفو، وقد تقدم ذكر هذا.

  الرابع: من أقسام الدعاء: أن يدعو عليه بعدم الهداية، وعدم التوفيق، وأن يموت على غير توبة، ونحو ذلك، فهذا لا يجوز، ذكر ذلك النواوي في الأذكار، وقال: إذا قال مسلم لمسلم: اللهم اسلبه الإيمان عصى، وفي وكفره وجهان: الصحيح أنه لا يكفر.

  وقد تأول المفسرون قوله تعالى في هذا الآية: {فَلا يُؤْمِنُوا}. قال الحاكم: هذا جار مجرى الإخبار، كما تقول: انظر إلى الشمس تغرب، كأنه أخبر أنهم لا يؤمنون أبدا.