تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فجعلنا عاليها سافلها}

صفحة 25 - الجزء 4

  قوله تعالى: {فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها}⁣[هود: ٨٢]

  في الرواية أن جبريل # اقتلع مدائنهم، ورفعها حتى سمع أهل سماء الدنيا صياح الديكة، ونباح الكلاب، ثم ألقاها أي: قلبها.

  واختلف أصحاب رسول الله ÷ فيمن فعل كفعلهم:

  فقيل: يلقى من أعلى حائط وقيل: يهدم عليه الجدار.

  وفي حده وصفته: خلاف مأخذه من غير هذه الآية.

  قوله تعالى: {وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ}⁣[هود: ٨٤]

  هذا نهي عن عدم الإيفاء.

  قوله تعالى: {وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ}⁣[هود: ٨٥]

  زيادة في التأكيد.

  وقوله: {بِالْقِسْطِ} أي: بالعدل، وهو التسوية من غير زيادة ولا نقصان.

  قال جار الله: وهذا أمر بما هو الواجب؛ لأن الزيادة فضل وندب.

  قال: وفي ذلك توقيف: أن على الموفي أن ينوي بإيفائه القسط؛ لأنه وجه حسن الإيفاء، فهذه ثلاثة أشياء:

  الأول: أن النهي عن عين القبيح، وهو ما كانوا يعتادونه من النقص.

  والثاني: الأمر بالإيفاء الذي هو حسن في العقول لزيادة التأكيد.

  والثالث: أن يريد بالإيفاء العدل؛ لأنه وجه حسنه.