تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ويسبح الرعد بحمده}

صفحة 80 - الجزء 4

  هذه تسع خلال جعل الله سبحانه جزاء من حافظ عليهما ما ذكر عقيب ذلك وهو قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ}.

  ثم أكمل مسرتهم بالاجتماع لمن يحبونه من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم، ومع تسليم الملائكة عليهم.

  فالأولى: الوفاء بعهد الله، وعهده ما عقدوه على أنفسهم، من الشهادة بربوبيته، وذلك قوله تعالى: {وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى}.

  وقيل: عهده أوامره ونواهيه عموما.

  الثانية: قوله تعالى: {وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ}

  والميثاق ما وثقوه على أنفسهم، فتدخل الواجبات كلها.

  وعن أبي مسلم: ميثاق الرسول، وهو ما حلفوا له عليه.

  وقيل: يدخل في هذا ما كان من المواثيق بينهم وبين أمته، وبينهم وبين خلقه، ويدخل في هذا الكفالة والنذر ونحو ذلك، وقد دخل هذا في الجملة الأولى، لكن في هذا زيادة وتأكيد.

  الثالثة: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} في ذلك وجوه:

  الأول: أنه أراد الإيمان بجميع الكتب والرسل حتى لا يفرق بينهما.

  الثاني: صلة محمد ÷ ومؤازرته ونصرته، عن الحسن.

  الثالث: - عن ابن عباس، والأصم، - صلة الأرحام.

  الرابع: صلة المؤمنين عامة بالتولي، والحفظ والذب عنهم: عن أبي علي وأبي مسلم.

  قال القاضي: وهو الوجه.