تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا}

صفحة 126 - الجزء 4

  فما رؤي عبده بعد ذلك إلّا ورداؤه كردائه، وإزاره كإزاره، من غير تفاوت.

  وقيل: إنه # قال هذا لقوم عادتهم الخشن وفي ذلك بعد؛ لأنه أراد أن لا يخصوهم بالأدنى.

  قال الحاكم: واستدل بعضهم بهذه الآية أن العبد لا يملك من حيث نفى رد الرزق عليه.

  قال القاضي: لا دليل فيها؛ لأن في الآية أنه لا يرد الرزق عليه، وليس فيها أنه إذا ردّ لم يصح وسيأتي زيادة في هذا الحكم.

  قوله تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً}⁣[النحل: ٧٥]

  هذا تمثيل لحال الكفار في إشراكهم لله تعالى بعبادة الأوثان، بمن سوّى بين العبد الذي لا يقدر على شيء وبين الحر الذي رزقه الله رزقا حسنا.

  قال جار الله: وإنما قال: {عَبْداً مَمْلُوكاً} فذكر المملوك: ليخرج الحر؛ لأنه يطلق على الحر اسم العبد؛ لأنه عبد لله.

  وإنما قال: {لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ}: ليخرج المكاتب والمأذون له؛ لأنهما لا يقدران على التصرف، فصارت الأحكام بالإضافة إلى الملك منقسمة فما تعلق بالحر فذلك ملك حقيقي فتتبعه أحكام الملك، وما تعلق بالمكاتب فله شبه من أحكام الحر، وذلك صحة بيعه وشرائه.

  ومن أحكام العبد: أنه لا يجب عليه الحج بملك المال وزكاة ما في يده موقوفة على خلاف في ذلك.