تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون}

صفحة 175 - الجزء 1

  قد قلت إذ مدحوا الحياة فأسرفوا ... في الموت ألف فضيلة لا تعرف

  منها أمان عذابه بلقائه ... وفراق كل معاشر لا ينصف

  وفي الحديث عنه ÷: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)⁣(⁣١).

  وقد فسر ذلك تفسيرا مأثورا عنه ÷ أن هذا حالة الاحتضار، فإن المؤمن يرى ما يشتاق إليه فيحب الموت، والكافر يرى ما يكره فيكره الموت.

  وأما تعليل القاضي بعدم الأمان من التقصير، فهذا محتمل أنه يكره التمني باللسان، والإرادة بالقلب، حكي عن الإمام المؤيد بالله يحي بن حمزة # أنه قال في مرض وفاته: «والله إني مشتاق إلى لقاء ربي، اللهم إنا نسألك الثبات على طاعتك، والسلامة من الفتن، والهداية إلى سبيل الرشاد، واستعداد المبلّغ من الزاد ليوم يقوم فيه الأشهاد، إنك ملك جواد، والصلاة على محمد سراج العباد وآله خير العباد وسلم».

  قوله تعالى: {أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}⁣[البقرة: ١٠٠]

  قال ابن عباس: لما ذكر النبي ÷ ما عهد إليهم في التوراة في أمره والإيمان به، قال مالك بن الصيف، والله ما عهد إلينا في محمد عهد ولا ميثاق⁣(⁣٢)، فنزلت هذه الآية، وقيل: عاهد اليهود رسول الله ÷ أن لا يعينوا الكفار عليه، ثم نقضوا يوم الخندق، وأعانوا قريشا، وأرادوا أن يلقوا عليه حجرا، فأخبره الله بذلك.


(١) أخرجه البخاري بأكثر من طريق، وأخرجه مسلم عن عبادة بن الصامت، وعائشة، وأبي هريرة، وأبي موسى.

(٢) في نسخة ب (والله ما عهد الينا في محمد عهدا ولا ميثاقا).