تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين}

صفحة 174 - الجزء 1

  وعن عيسى الغفاري: أنه لما تمنى الموت روي له الخبر، وهو قوله ÷: (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به) إلى آخره. فقال: «أخاف أشياء، سمعت النبي ÷ يتخوفهن على أمته».

  وعن أبي هريرة⁣(⁣١): والذي نفس محمد بيده ليأتين على الناس زمان يكون الموت أحب إلى العلماء من الذهب الأحمر، حتى يأتي الرجل قبر أخيه فيقول: يا ليتني [كنت]⁣(⁣٢) مكانك).

  وعن الثوري: كنت أرى مشائخنا يحبون الموت، فكنت أعجب منهم، حتى صرت الآن أعجب ممن لا يحب الموت.

  ثم اختلف العلماء في التمني، فقال أبو علي، واختاره الحاكم، والزمخشري وحكاه الحاكم عن أهل اللغة، والنحو: أنه من قبيل الأقوال، وقال أبو هاشم: إنه معنى في القلب، فيلزم على القول الأول، وهو قول الأكثر أنه لو أحب الموت، وأراده بقلبه، ولم يتمن بلسانه أنه لا يكره.

  وقد ورد في الحديث عنه ÷: (الموت تحفة المؤمن)⁣(⁣٣) أنشد في النهاية لابن الأثير⁣(⁣٤):


(١) أبو هريرة هو: عمرو بن صخر، أبو هريرة الدوسي، اختلف في اسمه اختلافا كثيرا طويلا، أشهرها ما ذكر، أسلم عام خيبر، سنة سبع، وكان عريف مساكن الصفة، وكان يلازم النبي ÷ ملازمة كثيرة، قالوا: فلهذا كان أكثر الصحابة رواية، قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره، قال المنصور بالله: وكان كثير الرواية في فضل أمير المؤمنين #، وتولى إمارة المدينة مدة، أيام معاوية، توفي سنة سبع، أو تسع وستين، عن ثمان وسبعين سنة، بالعقيق، وقيل: بالمدينة.

(٢) ما بين القوسين ساقط في أ، وثابت في ب.

(٣) روي في جامع الأحاديث ضمن الحديث رقم ٢٣٧٣٦. ٦/ ٧١٦ عن جابر.

(٤) النهاية: كتاب لابن الأثير، والشاعر: هو ابن الرومي، ويروى البيت الأخير (فيه أمان لقائه بلقائه ... الخ) وابن الرومي: هو علي بن العباس بن جريج، أو جورجيس الرومي، شاعر كبير، من طبقة بشار، والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس، ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموما ٢٢١ - ٢٨٣ هـ.