تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا}

صفحة 171 - الجزء 4

  وعنه ÷: «ادخرت شفاعتي لثلاثة من أمتي: رجل أحب أهل بيتي ... إلى آخر الخبر».

  الأمر الثاني: ما أمر به تعالى من إيتاء المسكين حقه.

  والثالث: ما أمر به تعالى من إيتاء ابن السبيل حقه.

  والمسكين: الذي لا شيء له، وهو أضعف من الفقير عند الأئمة، وأبي حنيفة.

  وقال الشافعي: الفقير أضعف.

  وابن السبيل: المسافر المنقطع عن ماله.

  وقيل: المسكين: السائل. وابن السبيل: الضيف: وحقهما ما يجب من دفع الخلة عنهما، ولهما حق في الصدقة.

  ومن حقوقهما الإيناس بالمودة، والمخاللة، وقد جاء في الحديث: «وخالط أهل الذلة والمسكنة».

  الأمر الرابع: القول الميسور عند الإعراض.

  وقد اختلف في تفسير ذلك فقيل: المعنى {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ} أي: بترك عطائهم لفقد رزق من ربك ترجوه {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً} أي: سهلا لينا، أو عدهم عدة جميلة، وأراد بالرحمة الرزق، وأراد بالابتغاء الفقد؛ لأن فاقد الرزق مبتغ له، فكأن الفقد سبب الابتغاء، والابتغاء مسبب عنه، فوضع المسبب موضع السبب.

  وأراد بالإعراض: عدم الإعطاء لا الإعراض بالوجه فكنّى بالإعراض عن عدم الإعطاء؛ لأن الذي لا يعطي يعرض بوجهه، ويجوز أن يتعلق قوله: {ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ} بجواب الشرط مقدما عليه، بمعنى أن القول اللين والوعد الجميل ابتغاء الرحمة من الله.

  قيل: يقول: رزقنا الله وإياكم من فضله.